البطتان و السلحفاة

duck turtle
كان هناك بطتان وسلحفاة قرب أحد الأنهار الصغيرة، وكان العشب طويلاً غزيراً حول النهر، وكان الماء النهر غزيراً ًقوياً، فكانت البطتان والسلحفاة تسبح معاً في النهر، وتخرج معاً إلى الشاطئ، تتمتع بأشعة الشمس الدافئة، وكانت البطتان تأكلان من الأعشاب النامية حول النهر، ومما تجدانه في النهر من فضلات، وكانت السلحفاة تأكل الحشرات التي تجدها في النهر وتأكل أيضأً من الأعشاب النامية حوله.
وهكذا قويت الصداقة بين البطتين والسلحفاة، وما عدن يستطعن الافتراق عن بعضهن بعضاً، وعشن مدة طويلة بأحسن حال.
ولكن هذه الدنيا لا يدوم لها حال، ففي إحدى السنين قلت الأمطار فأخذت مياه النهر تقل أيضاً شيئاً فشيئاً حتى كادت أن تجف تماماً، ويبست الأعشاب حول النهر، وقل غذاء البطتين والسلحفاة حتى عضهن الجوع، فتشاورن مع بعضهن البعض كيف الحل وكيف الخلاص من هذه المشكلة؟ واتفقن أن تطير كل يوم إحدى البطتين لتفتش عن مكان أخر يذهبن إليه.
وهكذا صارت تطير كل يوم إحدى البطتين، وتفتش عن مكان مناسب، وتعود في المساء قائلة: لم أجد مكاناً مناسباً، فالأنهار كلها جفت بسبب قلة الأمطار.
وفي أحد الأيام طارت إحدى البطتين وغابت مدة طويلة، ولم تعد إلا بعد غياب الشمس بوقت طويل، ومنذ وصولها قالت لهن: أبشرن فقد وجدت مكاناً مناسباً، فيه نهر غزير وعشب طويل، وليس فيه أحد من الحيوانات، ولكنه بعيد في تلك الجبال العالية البعيدة، ففرحن أولاً بوجود الكتاب.
ولكن بعد ذلك ظهرت لهن مشكلة جديدة ليس لها حل فالمكان بعيد في الجبال العالية، والسلحفاة لا تستطيع السير كل هذه المسافة الطويلة بل تموت قبل أن تصل إلى هناك. وقالت السلحفاة للبطتين: كيف تتركنني هنا وحيدة أموت حزناً عليكن، وجوعاً وعطشاً. إين ذهبت صداقتنا، والعيش والملح الذي بيننا، فقالت البطتان: صدقت، يجب ألا نتركك وحدك هنا، ويجب أن نجد حلاً لهذه المشكلة، فكري معنا.
وفجأة صاحت إحدى البطتين: وجدتها، فقلن لها: ماذا وجدت؟ قالت: وجدت طريقة لنقل السلحفاة معنا إلى ذلك المكان البعيد، فتشن معي عن عصا طويلة قوية. قلن: وماذا نعمل بها، قالت: فتشن عنها وبعد ذلك أقول لكن، فأخذن يفتشن عن عصا حتى وجدن عصا طولة قوية، هذه العصا سأقبض عليها أنا بمنقاري من أحد طرفيها و تقبض البطة الثانية بمنقارها على الطرف الآخر، وتعض السلحفاة بفمها على منتصف العصا. وهكذا نطير بالعصى والسلحفاة عالقة بها حتى نصل بها إلى ذلك المكان البعيد، ولكن شرط مهم جداً لكي نصل جميعاً سالمين، وهو إلا تفتح السلحفاة فمها مطلقاً طوال الطريق، وألا تنطق بحرف واحد، لأنها متى فتحت فمها ستقع على الأرض و تموت، فوافقت السلحفاة على ذلك.
وهكذا حملت البطتان العصا وغضت عليها السلحفاة من وسطها وطرن بها نحو ذلك المكان البعيد وكان طريقهن فوق إحدى المدن، فنظر الناس إلى السماء فوجدوا بطتين طائرتين وبينهما سلحفاة، فصاروا يصيحون: يا للعجب بطتان وبينهما سلحفاة، يا للعجب بطتان وبينهما سلحفاة، يا للعجب بطتان وبينهما سلحفاة، وسمعتهم السلحفاة فغضبت وحبست غضبها أولاً لكي لا تفتح فمها، وأخيراً ضاق صدرها ففتحت فمها لتقول لهم: فقأ الله عيونكم أيها الناس، وحالما فتحت فمها سقطت وماتت.
العبرة من القصة: الكلام أحياناً يكون سبباً في الهلاك

1 تعليقات:

  1. Unknown يقول...:

    من الكاتب

إرسال تعليق

أخبرنا ما رأيك فيما قرأته في الموضوع السابق!

 
جميع الحقوق محفوظة © عالم الحيوان للأطفال والناشئة | تصميم "يمان"